
لم يسبق لمليارديرات العالم أن تمتعوا بهذا القدر من الثروة والنفوذ كما هو الحال اليوم، خاصة في الولايات المتحدة، حيث استعاد دونالد ترامب مكانته البارزة مجددًا في يناير/كانون الثاني الماضي، ليصبح رمزًا لطبقة مليارديرات أميركا.
هذه المرة، يمنح هذا الوضع طبقة النخبة نفوذًا غير مسبوق على الحكومة، إذ يعتبر أغنى شخص في العالم ذراعه اليمنى، وتضم إدارته ما لا يقل عن عشرة مليارديرات وزوجاتهم. كما انضم إلى صفوفه عدد من كبار المديرين التنفيذيين من أصحاب المليارات، مثل مؤسس ميتا مارك زوكربيرغ وقطب السلع الفاخرة الفرنسي برنارد أرنو.
لكن طفرة المليارديرات لم تقتصر على الولايات المتحدة. فقد ارتفع عدد المليارديرات حول العالم ضمن قائمة فوربس لأثرياء العالم لعام 2025 ليصل إلى رقم قياسي بلغ 3028 شخصًا، بزيادة 247 شخصًا عن العام الماضي، لتكون هذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها العدد حاجز الـ 3 آلاف.
16.1 تريليون دولار
بلغت الثروة المجمعة للأثرياء ضمن القائمة الحالية 16.1 تريليون دولار، بزيادة تريليوني دولار عن العام الماضي، وهو ما يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي لجميع دول العالم باستثناء الولايات المتحدة والصين. ووصل متوسط الثروة الآن إلى 5.3 مليار دولار، بزيادة 200 مليون دولار عن عام 2024.
للمرة الأولى، تجاوزت ثروات ثلاثة أشخاص حاجز الـ200 مليار دولار، لينضموا إلى مجموعة النخبة التي تضم 15 مليارديرًا في نادي الـ100 مليار دولار، حيث يتجاوز صافي ثروة كل منهم على حدة 100 مليار دولار. ويُعد هذا إنجازًا لافتًا مقارنة بـ14 عضوًا فقط في العام الماضي، بينما لم يكن هناك أي عضو في هذه الفئة عام 2017.
وتبلغ الثروات المجمعة لهؤلاء الـ15 مليارديرًا حوالي 2.4 تريليون دولار، أي ما يزيد على إجمالي ثروات 1500 ملياردير من أصحاب الثروات الأدنى في القائمة مجتمعين.
أغنى شخص في العالم
جاء إيلون ماسك في المركز الأول كأغنى شخص في العالم، مع ثروة تقدر بنحو 342 مليار دولار. وعلى الرغم من تخصيص جزء كبير من وقته (المقسم بالفعل) لرئاسة وزارة الكفاءة الحكومية الرامية إلى خفض التكاليف ضمن إدارة الرئيس ترامب، فقد أضاف ماسك 147 مليار دولار إلى ثروته خلال العام الماضي، بفضل عام استثنائي لشركة سبيس إكس وشركة الذكاء الصناعي xAI (التي اندمجت مع عملاق التواصل الاجتماعي X الأسبوع الماضي). وحتى شركة تيسلا، على الرغم من الاحتجاجات الأخيرة وعمليات البيع في سوق الأسهم، تتداول أعلى من العام الماضي.
وقد سمح ذلك لماسك باستعادة لقب أغنى شخص في العالم من برنارد أرنو، ليتقدم بفارق قدره 126 مليار دولار على ثاني أغنى شخص، وهو مؤسس ميتا مارك زوكربيرغ (صافي ثروته المقدرة: 216 مليار دولار)، الذي يأتي في المرتبة الثانية لأول مرة. ويحتل مؤسس أمازون جيف بيزوس (215 مليار دولار) المرتبة الثالثة، بينما يأتي الشريك المؤسس لشركة Oracle لاري إليسون (192 مليار دولار) في المرتبة الرابعة.
في الوقت ذاته، هبط برنارد أرنو (178 مليار دولار) إلى المركز الخامس، وهو أدنى تصنيف له منذ عام 2017، وسط انخفاض في أسهم مجموعته للسلع الفاخرة LVMH. استخدمت فوربس أسعار الأسهم وأسعار الصرف في 7 مارس/آذار 2025 لإعداد قائمة هذا العام.
أين يعيش المليارديرات؟
لا تزال الولايات المتحدة، التي يبلغ عدد مواطنيها المليارديرات رقمًا قياسيًا بلغ 902، تملك أكبر عدد من المليارديرات في العالم. وتظل الصين، التي يبلغ عدد مليارديراتها 516 (بما في ذلك هونغ كونغ)، في المرتبة الثانية، بينما تظل الهند، التي يبلغ عدد مليارديراتها 205، في المرتبة الثالثة. ويقطن أكثر من 50% من جميع الأثرياء في القائمة في إحدى هذه الدول الثلاث، وبالمجمل، تستضيف 76 دولة ومنطقة شبه مستقلة ملياردير واحد على الأقل، بما في ذلك ألبانيا لأول مرة. كما أضافت فوربس هذا العام 15 ثريًا من السعودية، بعد استبعاد مليارديرات المملكة في عام 2018.
وافدون جدد
انضم 288 وجهًا جديدًا إلى قائمة المليارديرات السنوية هذا العام. من بين هؤلاء، نجد مشاهير مثل نجم الروك بروس سبرينغستين (1.2 مليار دولار)، ونجم السينما أرنولد شوارزنيغر (1.1 مليار دولار)، والممثل الكوميدي جيري ساينفيلد (1.1 مليار دولار). كما انضم إلى التصنيف قطب العملات المشفرة المثير للجدل جاستن صن (8.5 مليار دولار)، وعدد من رواد الذكاء الصناعي من شركات مثل أنثروبيك، وكور ويف، وديب سيك، بالإضافة إلى كبار رواد الأعمال وراء سلاسل مطاعم شهيرة مثل Cava وChipotle وJersey Mike وZaxby’s.
وتعد مارلين سيمونز (31 مليار دولار)، أرملة أسطورة صناديق التحوط جيم سيمونز، الذي توفي في مايو/أيار 2024، أغنى الوافدين الجدد على الإطلاق. وكان جيم واحدًا من 32 مليارديرًا توفوا خلال العام الماضي.
وسيمونز هي واحدة من 406 نساء فقط بين مليارديرات العالم، يشكلن 13.4% فقط من القائمة، بزيادة طفيفة عن 13.3% في العام الماضي. وقد ورثت ما يقرب من ثلاثة أرباعهن ثروات. ويشمل ذلك أغنى امرأة في العالم أليس والتون، وريثة وول مارت (101 مليار دولار)، التي تجاوزت وريثة شركة التجميل الفرنسية لوريال، فرانسواز بيتنكورت مايرز (81.6 مليار دولار)، لتحتل المركز الأول بين النساء. وقد رصدت فوربس 113 امرأة عصامية فقط حول العالم، وأغناهن رائدة الأعمال السويسرية في مجال الشحن، رافاييلا أبونتي-ديامانت (37.7 مليار دولار)، التي تعاونت شركتها مع بلاك روك هذا العام في خطة لشراء 43 ميناءً، بما في ذلك ميناءان في بنما.
بوجه عام، يشكل الأثرياء العصاميون (الذي أسسوا أو شاركوا في تأسيس شركاتهم أو كونوا ثرواتهم الخاصة ولم يرثوها) 67% من القائمة، وهي زيادة عن 66% في عام 2024. ويعد الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركةScale AI ، ألكسندر وانغ (ملياري دولار) أصغر ملياردير عصامي، حيث يبلغ من العمر 28 عامًا.
يعد وانغ واحدًا من 21 مليارديرًا فقط يبلغون من العمر 30 عامًا أو أقل، بمن فيهم يوهانس فون باومباخ (5.4 مليار دولار)، وهو وريث لشركة أدوية ألمانية يبلغ من العمر 19 عامًا ووافد جديد أصبح الآن أصغر ملياردير في العالم. أما أكبر ملياردير سنًا فهو قطب التأمين الأميركي جورج جوزيف البالغ من العمر 103 أعوام (1.9 مليار دولار)، وهو واحد من أربعة أثرياء في القائمة تجاوزا المائة عام. ويبلغ متوسط عمر المليارديرات 66 عامًا.
لم يحظ الكثير من المليارديرات بعام أفضل من دونالد ترامب، وليس فقط لأنه استعاد رئاسة الولايات المتحدة. قبل عودته إلى البيت الأبيض، عزز ترامب ثروته بدخوله مجال العملات المشفرة الذي أسفر عن دخل مربح للغاية. وبين ذلك وطرح شركته “مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا” للاكتتاب العام عقب إعداد فوربس تصنيفها لعام 2024، قفز صافي ثروة الرئيس بأكثر من الضعف، من 2.3 مليار دولار إلى 5.1 مليار دولار.
على نحو آخر، لم يكن العام جيدًا لعدد من الأثرياء. فقد خرج 107 أشخاص ممن كانوا ضمن تصنيف 2024 من قائمة هذا العام، من بينهم الرئيسة التنفيذية لشركة أشباه الموصلاتAdvanced Micro Devices ، ليزا سو؛ والشريكة المؤسسة لشركة (Supermicro) المتعثرة والمتخصصة في صناعة الخوادم، سارة ليو؛ بالإضافة إلى نيكولاس بوتش، وريث إمبراطورية السلع الفاخرة Hermès، الذي يقول إن ثروته قد تلاشت.
تعد قائمة فوربس لأثرياء العالم تصنيفًا يضم كل شخص حول العالم قدرت فوربس صافي ثروته بمليار دولار أميركي أو أكثر في 7 مارس/آذار 2025. منذ ذلك الحين، شهدت ثروات بعض المليارديرات ارتفاعًا، بينما تراجعت ثروات آخرين. وقد رصدت فوربس ثلاث مليارديرات جدد بعد فترة وجيزة من إعداد قائمة هذا العام، ومن المتوقع ظهور المزيد لاحقًا. وكغيرنا من القراء، نتابع تأثير التعريفات الجمركية على سوق الأسهم العالمية. للاطلاع على التصنيفات المحدثة يوميًا، .
التقت فوربس، حيثما كان ذلك ممكنًا، المليارديرات شخصيًا، وفي بعض الأحيان تحدثت معهم افتراضيًا أو عبر الهاتف. كما أجرت مقابلات مع موظفيهم ومساعديهم ومديري الأصول والمستشارين الماليين والمنافسين والأقران والمحامين.
وقد تطلب الكشف عن الثروات التدقيق في الآلاف من وثائق هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية وغيرها من الوثائق التنظيمية، وملفات المحاكم، وسجلات إثبات صحة الوصايا، والمقالات الإخبارية.
أخذت فوربس في الاعتبار جميع أنواع الأصول، بما في ذلك الحصص في الشركات العامة والخاصة، والعقارات، والمقتنيات الفنية، واليخوت، والطائرات، والمزارع، وكروم العنب، والمجوهرات، ومقتنيات السيارات وغيرها، إلى جانب الديون المعلنة والعطاءات الخيرية.
استبعدت فوربس ثروات العائلات المشتتة، فيما أدرجت الثروة الخاصة بالعائلة المباشرة لمؤسس الثروة الحي تحت اسم المؤسس. وفي بعض الحالات، ضمّنت الثروة الخاصة بأفراد العائلة المباشرة للورثة. وفي كلتا الحالتين، أضيفت كلمة “والعائلة”.
فوربس